لا يمكن أن نستغني عن العمالة الوافدة ولكن نريد أن يستفيد السعوديون من خبرات هؤلاء

جدة: جمال بنون جددت السعودية تأكيدها أن توجهاتها نحو توطين الوظائف بسعوديين لا يقلل من دور العمالة الوافدة التي ساهمت في بناء التنمية في السنوات الماضية وما قدمته من خدمات في مجالات مختلفة. ودعت الى أهمية أن تكون المجالات المفتوحة للعمل هي للقدرات الأعلى درجة تأهيلا بما ينعكس على مستوى الاستفادة من الخبرات الأجنبية.

وقال الأمير عبد المجيد بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة، الذي حضر نيابة عن الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ورئيس مجلس القوى العاملة مساء السبت الماضي في مناسبة توزيع جائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للمنشآت الاقتصادية السعودية، التي حصلت على تفوق السعودة وكذلك اللقاء الخامس مع رجال الأعمال، في مقر الغرفة التجارية الصناعية في جدة، أن الكثير من الدول تولي قطاع التوظيف اهتماما كبيرا. وقد ساعدت العمالة الوافدة في جميع المجالات على تحقيق النمو، الا أن مع التوسع الكبير وتعدد المجالات تطلب الأمر اعطاء الفرصة للشباب السعوديين لممارسة دورهم. وأكد الأمير عبد المجيد أنه لن يتم الاستغناء عن العمالة الوافدة ولكن نحتاج الى عمالة ماهرة وعالية التدريب والتأهيل بحيث يستفيد الموظف السعودي من خبرات العامل الوافد. وحسب مؤشرات رسمية، فإن عدد العمالة الوافدة في السعودية تقدر بنحو 5 ملايين وافد، 9 في المائة منهم في القطاع الخاص.

وبين الأمير عبد المجيد في حواره مع نحو أكثر من 600 رجل أعمال حضروا من مختلف المدن السعودية، من بينهم 28 منشأة اقتصادية فازت بالجائزة لتحقيقها نسبة عالية في مجال السعودة، أن السعودية تشهد حاليا مشاريع تنموية تتطلب العديد من المشاريع، مما يعني ايجاد فرص وظيفية أكثر لاستيعاب وظائف أكثر. وطالب بأهمية ايجاد قاعدة معلومات في ما يتعلق بنسبة البطالة ومعرفة أسبابها. وأشار الى ان مجلس المنطقة سوف يشرع في هذا المشروع بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة.
وقال اسماعيل أبو داود، رئيس غرفة تجارة وصناعة جدة، ان الاهتمام بتوظيف السعوديين كان مشروعا كبيرا ولقي دعما من الجهات الحكومية وقبولا من القطاع الخاص، لأنه يصب في مصلحة الاقتصاد السعودي ويوفر فرصا وظيفية للشباب كما انه يعكس التطور والنمو الاقتصادي للبلاد.
واستعرض عبد الله احمد علي رضا نائب رئيس غرفة جدة برنامج التدريب الذي أمتد لثلاث سنوات وتم خلاله تأهيل سعوديين للعمل في القطاع الخاص، ومنحت 47 دبلوما فى مختلف التخصصات استفاد منها 567 متدربا، وتقدم للوظيفة من خلال مكتب التوظيف التابع للغرفة 4918 متقدما تم توظيف 1637 منهم.
واعتبر الدكتور عبد الواحد الحميد الامين العام لمجلس القوى العاملة، مناسبة الجائزة أنها صارت تقليدا سنويا يترقبه الجميع فى كل عام ودليلا يجسد مدى الاهتمام الذي يوليه الأمير نايف بن عبد العزيز للسعودة واحلال الايدي العاملة الوطنية وتوفير الفرص الوظيفية لابناء وبنات البلاد. واكد ان التنمية الحقيقية لا يمكن انجازها عن طريق المعدلات المتزايدة من النمو الاقتصادي المادي فقط وانما ايضا من خلال مشاركة المواطن بشكل مباشر في تحقيق هذه التنمية باعتبار المادة وسيلة لخدمة الانسان، مشيرا الى ان التراكم المادي ليس هدفا بحد ذاته لان الانسان هو مرتكز التنمية وان المادة ما هي الا وسيلة لخدمة الانسان واسعاده.

وتناول الحوار ضرورة الاهتمام في مجال التدريب الصحي. وأوضح الدكتور زهير السباعي أن مخرجات التعليم غطت فقط 18 في المائة من احتياجات المجال الصحي، و1 في المائة في ما يتعلق بخدمات التمريض، كما أن وزارة الصحة دربت خلال ربع القرن الماضي وهي عمر المعاهد والكليات الطبية في السعودية فقط 12 ـ 13 الفا بينما يحتاج السوق الى 50 الف موظف في هذا القطاع والذي لم يغط سوى 50 في المائة. وطالب الدكتور زهير السباعي بأهمية أن يبادر القطاع الخاص في إعداد وتأهيل وتدريب العاملين في مجال الصحة، حيث تتكلف الدولة 35 الف ريال لكل طالب يتدرب في مجال الصحة، بينما اذا نفذ هذا المشروع من قبل القطاع الخاص فان التكلفة سوف تقل. كما تناول الحوار موضوع حصة مساهمة الدولة في صندوق تنمية الموارد البشرية وتكون المساهمة بنفس الحصة التي يشارك بها القطاع الخاص. وفيما يتعلق بحجم البطالة وأسبابها وأنواعها، أكد الأمير عبد المجيد أن الموضوع محل الاهتمام والدراسة، وان امارة منطقة مكة المكرمة سوف تشرع في عمل قاعدة بيانات بالتنسيق مع الجهات الحكومية، وطالب بعض أصحاب الشركات بضرورة وضع ضوابط للعاملين السعوديين بحيث أن الكثير منهم يترك عمله بعد فترة وجيزة من بدء العمل في الوقت الذي يكون قد كلف تدريبه مبالغ باهظة.

وخلال الحفل تم تسليم الشركات والقطاعات الأهلية التي فازت بجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز للسعودة لعام 1420هـ الشهادات والدروع، وحصدت الشركة السعودية للأبحاث والنشر شهادة تقدير. وتسلم ياسر الدباغ عضو مجلس الادارة المنتدب الجائزة، كما حجبت اللجنة 4 جوائز لعدم استكمال الشروط المطلوبة لها. وحضر اللقاء اسماعيل أبوداود رئيس غرفة تجارة وصناعة جدة، والدكتور عبد الواحد الحميد أمين عام مجلس القوى العاملة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق