جمــود الوظـائف الحكومية تمنع ترقية 80% من الموظفين

كشف عضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدا لعزيز بجدة الدكتور وهيب الصوفي أن 80 % من المواطنين العاملين فى وظائف حكومية يستحقون الترقية نظاميا إلا أن عدم استحداث وظائف في القطاع الحكومي خلق نوعا من الجمود قي الوظائف الحكومية مما انعكس سلبا على إنتاجية الموظف وقلل من فرص العمل في القطاع الحكومي فيما أشارت عضوة هيئة التدريس بقسم الإدارة العامة الدكتورة عواطف أمين يوسف من خلال دراسة حديثة أن المملكة تحتل المرتبة 70 من 183 دولة من حيث جاهزية استخدام الحكومة الالكترونية وأن ازدياد مستخدمي الإنترنت 28% أعلى من ازدياد جاهزية الحكومة الالكترونية جاء ذلك خلال اللقاء العلمي الشهري لأعضاء هيئة التدريس بكلية الاقتصاد والإدارة الذي يناقش الحكومة الالكترونية في مواجهة الثقافة البيروقراطية .وأوضح الصوفي ان اللقاء العلمي يهدف إلى تسليط الضوء على البيروقراطية في المملكة ومساعي الدولة لتطبيق الحكومة الالكترونية لحل إشكالية هذه الثقافة التي عرقلت الكثيرين جهود التنمية ومحاولات الإصلاح الإداري وأوضح الصوفي أن هناك أربعة جوانب لمفهوم البيروقراطية التي تتمثل في الجانب التنظيمي والجانب السياسي والجانب التطبيقي والجانب السلوكي الذي ركز عليه من حيث أن الأنماط السلوكية التي تؤدي إلى خفض الإنتاجية للتنظيمات والمؤسسات والتبذير في موارد الدولة والتهرب من المسؤولية والتركيز على الشكليات والمبالغة في التمسك بحرفية اللوائح والقوانين واكد على أهمية الثقافة التنظيمية لمواجهة البيروقراطية في جميع الدوائر الحكومية والتي من سماتها المبادرة الفردية للموظف وتحمل المخاطر والاتجاهات السليمة والتكامل في الجهود والرقابة الداعمة وتقبل الاختلاف والاتصال بين المستويات , وأوضح أن الخطورة تكمن في عدم وجود ثقافة عامة سائدة لدى أعضاء التنظيم الواحد بل وجود ثقافات متعددة ومتناحرة فيما بينها تجعل الكثيرين غير قادرين على التكيف مما ينتج عنه إجهاض لفلسفة العمل الجماعي , واستعرض أهم العقبات التي تقف أمام الكفاءة الإنتاجية للمديرين والمشرفين في الإدارة العليا والوسطى والإشرافية في عدد من الأجهزة الحكومية التي من أهمها صعوبة الإجراءات المالية ومركزية الإدارة وعدم الاهتمام بالتدريب وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وعدم توفر المناخ المناسب.ثم تطرق إلى مضيعات أوقات المديرين العامين السعوديين في المملكة وذكر منها الموظفين غير المؤهلين والزيارات بدون مواعيد والإجراءات الروتينية المعقدة والمقاطعات أثناء العمل وعدم التقيد بأوقات الدوام الرسمية وأبرز وأهم المعوقات التنظيمية والتي من أهمها ضعف ممارسة وظيفة التخطيط بسبب انشغال القيادات الإدارية بأعمال تنفيذية وضعف التنسيق بين الإدارات والوحدات على مستوى الجهاز الواحد بين الأجهزة المختلفة والروتين الذي يحكم أعمال الأجهزة الحكومية .ثم تطرق إلى عوامل ضعف كفاءة وفاعلية النفقات العامة والمعوقات التنظيمية في القطاع الحكومي والتي تتلخص قي عدة نقاط منها ضعف ممارسة وظيفة التخطيط بسبب انشغال القيادات الإدارية بأعمال تنفيذية وضعف التنسيق بين الوحدات والإدارات على مستوى الجهاز الواحد بين الأجهزة المختلفة والروتين الذي يحكم أعمال الحكومة ويعقد الإجراءات وتقادم الأنظمة واللوائح الرقابية في معظم الأجهزة الحكومية في المملكةوأوضحت الدكتورة عواطف أن بداية الحكومة الالكترونية مع بداية التسعينات أما الانطلاقة الفعلية للحكومة الالكترونية في نهاية التسعينات بمستويات مختلفة وأشارت انه مع ازدياد عدد المواطنين المتصلين بالأنترنت لم يعد أمام الحكومات خيار إلا تطبيق الحكومة الالكترونية المتمثلة لكي توفر الجهد والمال والوقت لها وللمواطنين .ثم تطرقت الدكتورة عواطف إلى وظائف الحكومة الالكترونية المتمثلة في تحرير الإجراءات الإدارية من الورقية إلى الالكترونية وتوفير وتسهيل الخدمات الميسرة للمواطنين والوصول إلى المناطق النائية وتقديم خدماتها لتسهيل إنهاء معاملات المواطنين بكل يسر وسهولة وتخفيف حدة المشكلات الناجمة من تعامل طالب الخدمة مع موظف محدد الخبرة أو معتل المزاج وتخفيف مساوئ مركزية السلطة وتخفيف حدة البيروقراطية وتعدد توقعات المنفذين والمسؤولين وتضخم الهرم الإداري وشددت على أن هناك متطلبات لابد منها وهي إعداد الكفاءات البشرية المدربة وتزويدها بالمهارات الالكترونية اللازمة وإعداد البنية التحتية وتطوير شبكات الاتصالات والمعلومات وزيادة سرعتها وكفاءتها وتوفير نظام الحماية والأمن للحفاظ على سرية المعلومات وحمايتها من الاختراق والحفاظ على الخصوصية وتقديم دورات تدريب تأهيلية للموظفين المستفيدين من خدماتها وبرامجها , ثم قدمت نموذجا للحكومة الالكترونية المتمثلة في نموذج لجامعة الملك عبد العزيز لعام 1425 ووزارة الخارجية التي حققت المركز الأول للتميز الرقمي وجاءت جامعة الملك عبد العزيز في المرتبة الثانية , ثم استعرضت أفضل الممارسات في الحكومة الإلكترونية في العالم المتمثل في سنغافورة التي تمتلك نظاما يمكن المواطنين بإنهاء 370 طلبا حكوميا من خلال الانترنت في 40 جهازا حكوميا , وخلصت الدكتورة عواطف إلى نقطتين أن تفعيل حكومة الكترونية عالية الجودة لابد أن يتحقق معها ثقافة بيروقراطية عالية الجودة أيضا تتماشى معها وان الحكومة الالكترونية تصدت للعديد من المشاكل البيروقراطية إلى حد ما .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق