العنصر البشري في الإنتاج والخدمات

تنظيم التدريب على مستوى القطاع وأنظمته:
العنصر البشري في الإنتاج والخدمات هو العصب الذي يسري في البناء الاقتصادي والاجتماع بالدولة، والذي يتوقف على ما بلغه من مستوى الكفاءة والنمو، تحديد المستوى الاقتصادي والاجتماعي للدولة، وحين يقوم التدريب على مستوى الدولة بدوره في تعهد <<>> إكساب القوى العاملة المهارات التي تتطلبها كفاءة تحقيق أهداف خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية يقتضيه دوره هذا التنسيق مع جهاز التخطيط للقوى العاملة للتعرف بدقة على احتياجات القوى العاملة للمدى القصير والمدى الطويل، ويتجه التدريب إلى تحقيق هذه الأهداف والمتطلبات العامة للقوى العاملة بترجمتها أو تحويلها إلى متطلبات محددة وأهداف إجرائية، وهذه مشكلة رئيسية يواجهها تنظيم التدريب في أول مهام دوره.
وتأخذ أو خطوات حل هذه المشكلة وجهتها إلى مواقع العمل حيث يتضح إجرائيا وسلوكيا قصور الأداء والسلوك والوظيفي، وما يقابله من احتياجات المعرفة والمهارة والسلوك التي يتطلبه كفاءة القيام بالأدوار الوظيفية.. وهنا يجب على تنظيم التدريب أن يقوم ببناء علاقة تفاهم وتعاون بينه وبين مواقع العمل حتى يضمن أن تقابل منتجاته من البرامج التدريبية متطلبات واحتياجات العاملين في هذه المواقع لكفاءة الأداء والإنتاجية، لهذا يتجه تنظيم التدريب إلى التحرك على المستوى القطاعي لبناء هذه العلاقة مع منظمات القطاع، وسواء كان التقسيم للقطاعات بمعيار التنظيم على مستوى الدولة (القطاع الحكومي، والعام، والخاص) أم بمعيار نوعية النشاط (قطاع الإنتاج، قطاع الخدمات)، فإن وجهة تنظيم <<>> التدريب هي بناء علاقة للتعاون والتفاهم مع المنظمات من خلال القطاع الخاص بها، وسواء كان هناك جهاز مسؤول عن التدريب بالقطاع أم لم يكن، فإن وحدة التدريب بالمنظمة سوف تكون الوسيلة لربط المنظمات بتنظيم التدريب وعامل توطيد العلاقة بينهما وتنشيط التفاعل الإيجابي البناء (اللوحة الإيضاحية رقم (4) .
<<>> وإذ يستهدف تنظيم التدريب وحسن سير عملياته على مستوى القطاعات وجب أن يتضمن نظام التنسيق بينه وبين الجهات التي لها علاقة معه على المستوى القومي الأنشطة التالية:
- عمل تقارير دورية بشأن متطلبات القوى العاملة.
- تقديم توصيات لزيادة موارد التدريب عندما تدعو الحاجة إلى التوسع.
- إعداد ونشر مناهج تدريب للأفراد في المهن المتخصصة بمنظمات الإنتاج والخدمات.
وإذ يستهدف تنظيم التدريب قيام المنظمات بالتعاون معه في مجالات إعداد البرامج لتحقيق كفاءتها وفاعليتها، وجب عليه أن يرسي بناء تنسيق جيد بينها وبينه يهتم بالأمور التالية:
- تقديم العون للمنظمة في مجال التعرف على المتطلبات الواقعية للتدريب وتحديدها.
- تهيئة لقاءات بينه وبين جهات العمل (المنظمات) وجهات التدريب (الأخرى) لمناقشة متطلبات التدريب وعملياته وأمكنة إقامته.
- معاونة العاملين من خلال منظماتهم لأخذ أدوارهم في مجال التدريب والتنمية.
- وإذ يقوم الربط والتعاون بين تنظيم التدريب والمنظمات عن طريق وحدات التدريب بالمنظمات يجب العمل على تنمية وحدات التدريب بالمنظمات ورفع كفاءتها للمشاركة الفعالة في مجالات إعداد البرامج التي تقابل الاحتياجات المحددة والأهداف الإجرائية لكفاءة الأدوار الوظيفية للعاملين بها. وفي إطار أبعاد التنمية لوحدة التدريب بالمنظمة سبق تناول موضوع تنمية وتدعيم وحدة التدريب بالمنظمات في إطار موضوع ''تدعيم عملية التعلم الفردي في مواقع العمل''. يجب أن يهتم التدريب بتقدم معاونته لوحدة التدريب في المجالين التاليين:
- تصميم برامج تدريب في مواقع العمل للأعمال والمهارات القائمة (وبالإشراف تنظيم التدريب).
- تصميم خطط التدريب المحلي في مواقع العمل للعاملين لإدخالهم تخصصات محددة وحين نقلهم من تخصص إلى تخصص آخر.
<<>> وعلى ضوء الدور الواقعي لوحدة التدريب ومشاركتها في العملية التدريبية يمكن النظر إلى موقعها في تنظيم التدريب على أنها حلقة الوصل بين جهاز الدولة للتدريب وبين المنظمات ليصبح التكوين الكلي تنظيما للتدريب متكاملا يخدم بكفاءة التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالدولة، ويتأكد للتدريب بهذا الوصل - الذي تم بواسطة وحدة التدريب - قيامه على أهداف إجرائية من واقع احتياجات العمل، وضمان الرجع من المنظمات إلى جهاز الدولة للتدريب، بما يؤدي إلى استمرار موالاة الجهد لنمو وتطوير برامج التدريب وتأكيد كفاءة وفاعلية العملية التدريبية، (أنظر اللوحة الإيضاحية لتنظيم التدريب على مستوى القطاع والمنظمة رقم (4).
إن أحد الأهداف الأساسية التي تواجه الجهات المسؤولة عن تنمية الموارد البشرية ـ ومن بينها التدريب ـ هو دفع كل منظمة (إنتاج أو خدمات) لأن تعمل كمنظمة تدريب، وعندما نتكلم عن قيام منظمة الأعمال بوظيفة تدريب فإننا نقصد أن تقوم المنظمة بتعهد برامجها التدريبية التي تقدمها إلى العاملين بها، وأن تقوم المنظمة بتنسيق جهودها في التدريب مع جهود المنظمات الأخرى داخل القطاع الذي تتبعه، كما يتجه التنسيق لجهود التدريب مع مجموع المنظمات إلى التنسيق مع معاهد وجهات التدريب.
والجدير بالذكر في شأن تنظيم التدريب على المستوى القطاعي أن القطاع الخاص له دور كبير في التنمية الاقتصادية للدولة، ولقد أشارت كثير من الدراسات إلى ضرورة العناية بتدريب العاملين في القطاع الخاص خاصة المنشآت كبيرة الحجم وامتدت التوصية في بعض البحوث إلى ضرورة تعهد رجال الأعمال الخاصة بالتدريب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق